ماذا تصنعون بالدنيا؟؟
كان عبدالله بن عمر بن الخطاب زاهدا ورعا رغم دخله الوفير من عمله بالتجارة وفي يوم شاهد أيوب بن وائل الراسي وقد ربح أربعة الآف درهم وثوبا في السوق يقترض رغيفا لراحلته، فدهش كثيرا فذهب لأهل بيته يسألهم : ألم يربح عبدالله أمس أربعة الآف درهم وقطيفة ؟ قالوا: بلى قال: ألس غريبا اذن أن يستدين علفا لراحلته فقالوا: نعم ، انه لم ينام الليلة الماضية الا بعد أن أنفق كل ما ربح على الفقراء والمساكين حتى القطيفة عاد الى البيت بدونها بعد أن وهبها لفقير عار .
فخرج أيوب بن وائل الراسي يضرب كفا بكف من شدة العجب وصعد الى ربوة في السوق وصاح فيمن حوله يا معشر التجار ماذا تصنعون بالدنيا وهذا ابن عمر تاتيه الآف الدراهم فيوزعها ثم يصبح فيستدين علفا لدابته.